ومن أسماء الله (القدوس والسلام) وهما من أسماء التنزيه، فينزه الله عن أن يوصف بصفات نقص أو أن يوصف بالنقص، وينزه سبحانه عن أن يشبه أحداً من خلقه أو يسببه أحدٌ من خلقه، وينزه سبحانه عن أن يوصف بما لا يليق به، أما أوصافه سبحانه اللائقة بجلاله وكماله فليس من التسبيح في شيء نفيها وتعطيلها.

قال: "وقد ينكر الجهمي ... "

(قد) عندما تدخل على المضارع فإن لها أحولاً بحسب الساق، أحياناً تكون للتقليل، وأحياناً للتكثير، وأحياناً للتحقيق والتأكيد، وهنا المراد التحقيق والتأكيد، فيقول: حقيقة مقالة الجهمية إنكار رؤية الله، ولذا يقول الإمام أحمد رحمه الله: "من ينكر الرؤية فهو جهمي".

(والجهمي) أي المتأثر بالجهم بن صفوان شيخ الطريقة وأستاذ القوم.

(هذا) أي رؤية الله، ولما ذكر مقالة الجهمية بدأ بالرد عليهم فقال: (وعندنا) أي نحن معاشر أهل السنة والجماعة (بمصداق ما قلناه) أي بتصديق الذي قلناه وهو إثباتنا للرؤية (حديث مصرح) ليس بالتخرصات والآراء، بل بالنصوص من الكتاب أو السنة.

(مصرح) أي صحيح الدلالة على إثبات الرؤية، وفي نسخة أخرى: (حديث مصحح) أي صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعنيان يكمل أحدهما الآخر، فالحديث في الرؤية مصحح من قبل الأئمة، بل هو متواتر، نص على ذلك غير واحد من أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا الحديث من أصح الأحاديث على وجه الأرض المتلقاة بالقبول،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015