وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر" 1 وهو كلام حبيب إلى الرحمن كما في الحديث "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله بحمده، سبحان الله العظيم" 2 وفي الحديث: "أحب الكلام إلى الله: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر "3.
وتسبيح الله يكون عما لا يليق به.
وأما المعطلة فيفهمون من التسبيح تنزيه الله عن الصفات، ولذا يقولون: سبحان المنزه عن الصفات، قال أحد أهل العلم: "فانظروا إلى تسبيح الجهمية كيف أدى بهم إلى التعطيل"، فهذا التسبيح أدى بهم إلى الزيغ والضلال.
ولا يجوز لمسلم أن يسبح الله عما جاءت به المرسلون، وإنما يجب تسبيح الله عما جاء به أعداء الرسل المخالفون لهم، ولذا قال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} أي: أعداء الرسل {وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} (الصافات: 180-181) ، نزه نفسه عما يصفه به أعداء الرسل؛ لأنه يتضمن التشبيه والتعطل، وسلم على المرسلين؛ لسلامة ما قالوه في حق الله من النقص والعيب.