د- أنه جزم بعد التهم في الحال، ولأن الأمم عدول في الأخرة، فلا فائدة لتخصيص هذه الأمة.
هـ- ما سبق في الوجه الأول.
" الوجه الثالث"
قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} (?) الآية. واللام للعموم. وإجماعهم على الخطأ، يقتضي أمرهم بمنكر.
فإن قيل: ظاهر الآية متروك فحمل على الإمام. ثم المفرد لا يعم.
ولفظ كنتم يتناول الماضي، ومفهومه ينفي الحصول على الحال.
فإن قلت: إنه مدح لهم (?) في الحال. قلنا: لا نسلم، بل إخبار.
سلمنا لكن جاز أن يمدح الإنسان بما (?) في الماضي ويذم بما في الحال على ما علم من مذهبنا في مسألة الاحتياط (?). كيف؟ والمدح في الحال بصفة لا يقتضي الاتصاف بها في المستقبل، فربما لم يبقوا (?) عليها فيه. ثم الخطاب مع الموجودين وقد سبق بجوابه.
والجواب عن:
أ- أن المراد الكل لا كل واحد. فالواحد إنما يُسمى أمةً مجازاً كقوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} (?) ولأن كلِّ واحدٍ لو كان أمة، لكان خيراً من صاحبه وهو محال (?)، ولأنه المفهوم من قول السلطان. كنتم خيرَ عسكرٍ تفتحون القلاع وتكسرون الجيوش.