- 755 -

تَحت قَوْله تَعَالَى {الم} وَقد وصل بِهِ الْأَمر إِلَى شرح شعر الشواهد. وَهُوَ يعْتَمد فِي كثير من ذَلِك على الْكَشَّاف وشروحه اعْتِمَادًا كَبِيرا.

وَمن مَوَاضِع اهتمامه بالتنبيه على النكات البلاغية:

وَاخْتِيَار لفظ النُّور فِي قَوْله تَعَالَى {ذهب الله بنورهم} دون الضَّوْء وَدون النَّار لِأَن لفظ النُّور أنسب، لِأَن الَّذِي يشبه النَّار من الْحَالة المشبهة هُوَ مظَاهر الْإِسْلَام الَّتِي يظهرونها، وَقد شاع التَّعْبِير عَن الْإِسْلَام بِالنورِ فِي الْقُرْآن، فَصَارَ اخْتِيَار لفظ النُّور هُنَا بِمَنْزِلَة تَجْرِيد الِاسْتِعَارَة لِأَنَّهُ أنسب بِالْحَال المشبهة، وَعبر عَمَّا يُقَابله فِي الْحَال الْمُشبه بهَا بِلَفْظ يصلح لَهما أَو هُوَ بالمشبه أنسب فِي إصطلاح الْمُتَكَلّم كَمَا قدمنَا الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي وَجه جمع الضَّمِير فِي قَوْله {بنورهم} . وَانْظُر كَلَامه عَن الْمثل فِي اللُّغَة والتمثيل. وَله كَلَام جيد عَن التَّشْبِيه فِي قَوْله {وَمثل الَّذين كفرُوا} وَفِي الِاسْتِعَارَة هَل هِيَ تَبَعِيَّة أم تمثيلية؟ وَمن اهتمامه بالتنبيه على النكات فِي الْمُتَشَابه اللَّفْظِيّ قَوْله:

قد يَقُول قَائِل إِن قَرِيبا من هَذِه الْجُمْلَة تقدم عِنْد قَوْله تَعَالَى {قل إِن هدى الله هُوَ الْهدى وَلَئِن اتبعت أهواءهم بعد الَّذِي جَاءَك من الْعلم مَالك من الله من ولي وَلَا نصير} فَعبر هُنَالك باسم الْمَوْصُول (الَّذِي) وَعبر هُنَا باسم الْمَوْصُول (مَا) ، وَقَالَ هُنَالك (بعد) وَقَالَ هُنَا (من بعد) وَجعل جَزَاء هُنَالك انْتِفَاء ولي ونصير، وَجعل الْجَزَاء هُنَا أَن يكون من الظَّالِمين، وَقد أورد هَذَا السُّؤَال صَاحب درة التَّنْزِيل وغرة التَّأْوِيل وحاول إبداء خصوصيات تفرق بَين مَا اخْتلفت فِيهِ الْآيَتَانِ وَلم يَأْتِ بِمَا يشفي ….ثمَّ ذكر وَجها آخر أحسن مِنْهُ. وَقد تعرض المُصَنّف للإعجاز فِي مَوَاضِع عدَّة وَمن ذَلِك:

مُقَارنَة بَين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015