التحرير الادبي (صفحة 447)

2- مناسبة النص:

إن أول ما يتوجه إليه دارس النص، بعد انتهائه من إلقاء الضوء على حياة الأديب هو كشف النقاب عن مناسبة النص، والمقصود بها الأحداث والعوامل المثيرة التي حركت روح الأديب وجعلته يكتشف موضوعه، من الأحداث الخارجية، أو الانفعالات الداخلية، التي وقعت على شخصه أو مست الذين حوله، كالأحداث المثيرة للفرح، والمحركة للأحزان، أو الباعثة على اليأس أو التفاؤل أو الغضب أو الحقد، أو الحب.. أو غير ذلك من العواطف التي تثيرها تلك الأحداث.

ولا شك أن الحديث عن المناسبة هذه تعين على فهم النص فهمًا دقيقًا، وتعين -كذلك- على فهم أبعاده وجوانبه، وهذا وذلك يساعد على فهم الجوانب الفنية في النص.

3- قراءة النص:

بعد الوقوف على حياة الأديب، وبعد معرفة الملابسات والظروف والأحداث التي هيأت لميلاد النص، من أحداث وعوامل وتجربة شعرية عايشها الأديب خلال هذه الأحداث، أدت في النهاية إلى إحساس الأديب ورغبته في التعبير عنها- أقول بعد هذا كله: على دارس النص أن يخلص إلى قراءة النص قراءة صحيحة واعية، تفصح عن فهمه له، وإحساسه به، ووقوفه على مضمونه.

ويهمنا -ونحن في مجال تدريس النص الأدبي- أن يقوم الطلاب بقراءة النص -بعد قراءة الأستاذ للنص قراءة توجيه وإرشاد للكيفية الصحيحة للقراءة- بحيث يقرأ كل طالب النص كاملًا إن كان قصيرًا، أو يقرأ مقطعًا منه إن كان طويلا، يقوم الطالب -من خلال قراءته- تقويمًا نحويًّا وصرفيًّا ولغويًّا وعروضيًّا وإلقائيًّا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015