وينبغي -خلال هذه القراءة- أن يقف الطالب على موضوع النص، والأفكار التي يحتويها، حيث يقسم النص إلى فقرات إذا كان طويلًا، وأن يحدد لكل فقرة عنوانًا يدل على الفكرة التي تحتويها الفقرة، مع مراعاة أن الفقرة جزء ينتمي إلى كل، وبذلك يلم الطالب بموضوع النص وأفكاره قبل الشروع في تحليله، وهذا أمر يساعدنا كثيرًا في الوقوف على دقائق النص أثناء الشرح والتحليل.
وخلال هذه القراءة -أيضًا- يجب أن توضح الألفاظ الغامضة، ومعرفة ما يريد منها الشاعر بدقة "لأن الكلمة في القصيدة يمكن -أحيانًا- أن تتجاوز دلالتها المحددة لها في الاستعمال الشائع، أو الذي تعطيه لها معاجم اللغة، حين يدفع الشاعر في شرايينها بدم جديد، فيعطيها ملمحًا خاصًّا تكتسبه من الإيقاع أو السياق، أو حتى من الألفاظ المجاورة لها 1"، ومنها فإن ألفاظ الشاعر لا تعطي معنى فحسب، وإنما تثير لونًا وطعمًا ورائحة، وظلًّا وحركة 2.
وخلال القراءة -كذلك- ينبغي أن تلتقط الجمل، أو الفقرات، أو الأبيات، التي يمكن أن نجد فيها الملامح الأصيلة للشاعر، والأشكال ذات المغزى، والعبارات الهامة الأشد ارتباطًا بالموضوع، أو التي تعكس -في قوة- خصائص أسلوبه؛ لأن قراءة النص تتجاوز الحروف والألفاظ إلى ما يستتر خلفها من مشاعر وأحاسيس وحياة، والقارئ المتأني الفاهم يستطيع أن يفك ألغازها، وأن يكتشف العالم الفكري للشاعر كاملًا3.