"بعيد من الله" هو بضد السخي يقرب مما بعد منه، ويبعد مما قرب منه، ولذا جعل الله البخل من أول أسباب التيسير للعسرى فقال: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8)} (?) الآية. ومن يسر للعسرى كان بعيداً عن كل خير. [240 ب].
قوله: " [ولجاهل سخي] (?) " أقول: في رواية الترمذي: "والبخيل" [363/ أ] بالتعريف وتنكير سخي، وعلى رواية المصنف؛ فاللام جواب قسم محذوف أي: والله لجاهل إلى آخره.
قوله: "أحب إلى الله" هو خبر المبتدأ، فجمع الله للسخي بين أحبيته على العابد البخيل وقربه من الله تعالى.
قوله: "أخرجه الترمذي" قلت: وقال (?): هذا حديث لا نعرفه من حديث يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة، إلا من حديث سعيد بن محمد، وقد خولف سعيد بن محمد في رواية هذا الحديث عن يحيى بن سعيد، إنما يروي عن يحيى بن سعيد عن عائشة شيء مرسل. انتهى.
2 - وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ الله - عز وجل -: أُنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَقَالَ: يَدُ الله مَلأَى لاَ تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدهِ، وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدهِ الِميزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ". أخرجه الشيخان (?) والترمذي (?).
"لاَ يُغَضُهَا" أي: لا ينقصها. [صحيح]