أقول: في "التعريفات" (?): السخاء الجود، وإعطاء ما ينبغي [239 ب] لمن يبتغي، أو بذل النائل قبل إلحاف السائل. وقال (?) في الكرم: [الكرم] (?) إفادة ما ينبغي لا لغرض، فمن وهب المال لجلب نفع، أو دفع شر، أو خلاصٍ من ذمٍّ غير كريم. انتهى.
قوله في حديث أبي هريرة: "السخي قريب من الله" لأنه تخلق بأحب الأخلاق إليه. "قريب من الجنة" لأنها دار الأسخياء.
"قريب من الناس" لأنها جبلت الطباع على حبه والقرب منه, لنيل رفده.
"بعيد من النار" لإنجائه نفسه تيسره لليسرى، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)} (?) فجعل الإعطاء أول أسباب التيسير لليسرى، وجعل التيسير لليسرى مما أعطاه رسوله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)} (?) ومن يسر لليسرى بعيد من النار، قريب من الجنة، قريب من الله.
قوله: "والبخيل" أقول: في "التعريفات" (?) البخل: إمساك المقتنيات عمالا يحل حبسها عنه، وضده الجود. والبخيل من يَكْثُر منه البخل، والبخل ضربان؛ بخل بمقتنيات نفسه، وبخل بمقتنيات غيره، وهو أكثرهما ذماً، والبخل شرعاً: منع الواجب. انتهى.