الله عليه وسلم أمرأة أجنبية قط. وقبل المفاوضون بالبيعة وبايعوه جميعا دون أن يتخلف أحد، حتى المرأتين بايعتا بيعة الحرب. وصدقتا عهدهما. فلقد سقطت أم عمارة في أحد وقد أصابها اثنا عشر جرحا وقد قطع مسيلمة الكذاب ابنها إربا إربا فما وهنت وما استكانت وتحولت النسوة في هذه البيعة إلى رجال يقاتلن ويبايعن على قتل أشرافهن، وحرب الأحمر والأسود من الناس.
12 - ولم تنته القضية بعد، فلن يستطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتصل مع كل فرد من هؤلاء المبايعين كل مرة، ولن يستطيع أن يبايع كل أفراد الأمة المسلمة على ذلك فلا بد من انتخاب قيادة مسؤولة أمامه مسؤولية مباشرة عن هذه القواعد.
قال للقوم: أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومكم بما فيهم. ولما تم انتخاب هؤلاء النقباء أخذ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ميثاقا آخر بصفتهم رؤساء مسؤولين.
قال لهم: أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء، ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم. وأنا كفيل على قومي بما فيهم- يعني المهاجرين.
فما هي مهمة هذه القيادة التي مثلت القاعدة الصلبة وتم انتخابها في الحال، وكان الانتخاب بنسبة التمثيل العددي للأوس والخزرج؟؟
وهذا يذكرنا بدور القيادة القائمة اليوم للحركة الإسلامية. فقد تم انتخابها من مستويات معينة، وأنيط بها أخطر مهمة في هذه الظروف، مهمة تحقيق وحدة الجماعة المبعثرة التي تقطعت أرحامها منذ سنوات عديدة وعاشت في جو محموم من الكراهية والضغينة، وتداركت رحمة الله هذه الحركة عندما أعطت ولاءها لله وارتفعت فوق خصوماتها وصراعاتها، ووحدت طريقها على الجهاد في