بالذات، فالاتجاه الدقيق هو اتجاه البناء الداخلي. إن ظروفنا الآن هي ظروف بيعة العقبة، هي ظروف بيعة الحرب، نحن الآن في مرحلة المواجهة السافرة مع العدو، مع قوى الأرض، وذخيرتنا هي قاعدتنا الصلبة. هي قواعدنا المؤمنة التي ترضى بالجنة ثمنا لحرب الأحمر والأسود من الناس، ترضى بالجنة ثمنا لمفارقة العرب كافة، ترضى بالجنة ثمنا لنهكة الأموال والأعراض تستعد للوفاء بهذه الالتزامات، وترضى بالجنة ثمنا وحيدا.

ليس عند القيادة ثمن في هذه الظروف إلا الجنة. كما نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. أما النصر، فقد لا نكون نحن أصحابه. قد نكون نحن جيل القتل، إن النصر قادم لا محالة. لكن لنا؟ لا ندري. إن الوعد الذي قطعه الله تعالى على نفسه لمن وفى بهذه الالتزامات هو الجنة، وهو الوعد الذي رضيه الله تعالى لرسوله أن يعطيه باسمه. وأما النصر فهبة ربانية تأتي في الموعد الذي يختاره جل شأنه، أما ما نحسبه من نصر موهوم يقوم على أكتاف عدو لله يقدمه لنا، فنحن إذن واهمون. ونحن لسنا مدركين إذن لطبيعة المعركة التي نخوضها، وإن تحقق دون أن نلتزم بقواعد هذه الشريعة فالمعركة والعياذ بالله كلها خاسرة. إنه قبل أن تقوم دولة الإسلام على الأرض، فلا وعد عند الله تعالى إلا الجنة للجيل الذي يحمل اللواء لحرب الأحمر والأسود من الناس فمن قبل بالثمن فليبايع، ومن تلكأ فحسبه بيعة النساء.

11 - فقالوا: ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه. وقالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل، وقالوا: يا أسعد أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. قال جابر: فقمنا إليه رجلا رجلا فأخذ علينا البيعة يعطينا بذلك الجنة.

وأما بيعة المرأتين اللتين شهدتا الوقعة فكانت قولا. ما صافح رسول الله صلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015