وفي التعبير الآخر لسعد بن زرارة: ... وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم.

لابد أن نعرف طبيعة المعركة التي نخوضها اليوم إنها كمعركة الأمس: حرب الأحمر والأسود ... وقتل الأشراف والخيار، ونهكة الأموال والأعراض، العالم كله ضدنا، يحاربنا، لا يرضى أن ينتهي الحكم إلينا أو إلى أية حركة إسلامية نظيفة، فمن ذا يحالفنا على هذا الأساس؟ كل الحلفاء السياسيبن يرضون بحلفنا إذا عرفوا أننا منتصرون. أما في الأخرى فيقول أحدهم: {قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا}.

إن معرفة طبيعة المعركة يعيننا على تحديد طبيعة الحركة المناسبة. وإن طبيعة المعركة يجب أن تكون معروفة لدى كل فرد في القاعدة حتى يبايع بعدئذ عن بينة أو يرفض! إنه يمكن أن يبقى على بيعة النساء- كما وردت في سورة الممتحنة- أما بيعة الرجال ... بيعة الحرب فهذه طبيعتها.

وما أحرى الحركة الإسلامية أن تكون صريحة صادقة مع قواعدها، لا تغشهم، ولا توحي إليهم أن النصر قاب قوسين أو أدنى ... وأن العرب معنا ... وأن ما ينقصنا هو التفاوض معهم ... وأن قوى العالم ترضانا إذا فاوضنا وإذا ملكنا المرونة السياسية ... وأن الأمر كله أمر حركة سياسية أو أمر جبهة وطنية، أو أمر حلف سياسي، أو أمر لعبة ذكية.

والذين يريدون أن يحرفوا المعركة ولا يتحملوا تبعاتها فمكانهم خارج الصف، ومن أول الطريق. ولقد كانت القيادات الأنصارية على مستوى المعركة. وكانت واضحة مع قواعدها فماذا كان بعد ذلك؟ قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف. فما لنا إن نحن وفينا بذلك؟ قال: الجنة.

إذن فالمعركة في الحقيقة معركتنا نحن، معركة الجنود المؤمنين، معركة القاعدة الإسلامية الصلبة العريضة في الأرض، وفي هذه المرحلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015