ووقف العالم مبهوتا إمام هذه الانطلاقة الإسلامية الواضحة المتميزة التي وصلت أعلى قمم التميز والمفاصلة. حين أعلنت الحرب على الطاغوت في الأرض لتسود شريعة الله.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في سورية هي التي مثلت هذه الصورة.
ونظر الكثيرون إلى الساحة. فرأوا نماذج من التضحية والفداء والشجاعة قادرة حقا وبإذن الله على تحقيق النصر فبدؤوا يتعاملون مع الحركة الإسلامية تعاملهم مع الأنداد وقادة الثورات وبناة الدول. فأمكن في هذه الظروف، ومن أعلى قمم التميز والمفاصلة الحديث عن التحالف بين الاتجاه الإسلامي وغيره. وراح الدعاة ورجال الحركة يبحثون في الفقه الإسلامي والسيرة النبوية صور التحالف المشروعة وغير المشروعة. لأنها غدت موضوع الساعة فلا بد أن تحدد الحركة الإسلامية أعداءها وأصدقاءها وتتعامل معهم على ضوء ذلك.
وإيمانا منا بأهمية هذا الموضوع وخطورته. كان هذا الجهد المتواضع الذي تناول التحالف السياسي في الإسلام من خلال السيرة النبوية، ومدى الاعتماد عليه، وعلى البناء الداخلي للحركة في إقامة دولة الإسلام.
وقد اقتصر البحث على تناول موضوع التحالف في مرحلة الضعف. وفي مرحلة العمل لتأسيس الدولة الإسلامية، لأن هذا هو الموضوع العملي القائم. أما بعد انتصار الإسلام فيمكن البحث عن التحالف في تلك المرحلة، ولن نتعرض لغير السيرة إلا بمقدار الضرورة بإذن الله راجين الله تعالى أن يسدد خطانا إلى الحق، ويجنبنا اتباع الهوى وزلة الفكر وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه وأن يكون في صحائف حسناتنا يوم القيامة إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.