فدافعهم لذلك هو الحرص على المصلحة والمنصب. وكان للإمام الرائد حسن البنا فضل في تحديد المسار والمنطلقات للحركة في تلك الظروف.

كانت المرحلة الثانية

وكانت المرحلة الثانية من تاريخ الحركة الإسلامية هي مرحلة المحن الرهيبة التي انقضت عليها ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين. فلقد وصل إلى حكم بعض الدول المسماة بالإسلامية والعربية جهات بدأت تطرح بدائل جديدة عن الإسلام، وحتى تفرض هذه المبادئ فرضا كان لا بد من سحق حملة لواء الإسلام. لأن هذه العقائد أعجز من أن تصل إلى ضمير الأمة بالإقناع. فسلكت طريق الإرهاب الدموي.

وإمام هذا الإرهاب العنيف تبنت الحركة الإسلامية مفهوم التميز التام عن هؤلاء الحاكمين الذين أعلنوا تبنيهم لغير شريعة الله، وعن المحكومين الذين قبلوا الاحتكام لغير شريعة الله. وانطلقت هذه الأصوات من قلب المحنة ومن وراء القضبان تؤكد وتصر على هذا المعنى. ولم يكن ((الظلال)) ((وهذا الدين)) ((والستقبل لهذا الدين)) ((والمعالم)) إلا قمة من قمم هذا الفكر، حيث سارت الكتابات الإسلامية بعدها ضمن هذا الإتجاه. وكان للإمام الشهيد سيد قطب رحمه الله دور الريادة في هذا الفكر.

كانت المرحلة الثالثة

(ثم كانت المرحلة الثالثة) من حياة الحركة الإسلامية حيث تمكنت الحركة من الخطوة الحاسمة في حياتها. أن تتجاوز هذه المحن الرهيبة. وتنتفض من تحت المطرقة والموت في بعض الأقطار، لتحمل السلاح في وجه عدوها، لا مدافعة عن نفسها فحسب. بل مهاجمة هذا العدو تقض عليه مضجعه وتحاصره. لتنتزع منه قيادته الجاهلية بقوة السلاح.

وانطلق التيار الإسلامي مستعصيا على الإبادة والإفناء ماضيا في طريقه فإنما هي إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015