ذوي قرابة في بني هاشم. وشاءت إرادة الله تعالى أن تنصر عبده ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في تظاهرة عجيبة في مكة.
قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب:
إن الله أطلع رسوله على الذي صنع بصحيفتهم (أي أكلتها الأرضة إلا باسمك اللهم) فذكر ذلك لعمه فقال: لا والثواقب ما كذبتني. فانطلق يمشي في عصابة من بني عبد المطلب حتى أتى المسجد وهو حافل من قريش. فلما رأوهم رأوا أنهم قد خرجوا من شدة الجوع وأتوا ليعطوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلم أبو طالب فقال:
إنه قد حدث أمر لعله أن يكون بيننا وبينكم صلحا فأتوا بصحيفتكم- وإنما قال ذلك خشية أن ينظروا فيها قبل أن يأتوا بها (وكانت مختومة) - فأتوا معجبين لا يشكون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفوع إليهم.
قالها: (أي قريش): قد آن لكم أن تقبلوا وترجعوا فإنما قطع بيننا وبينكم رجل واحد قد جعلتموه خطرا لهلكة قومكم. فقال أبو طالب: لأعطينكم أمرا لكم فيه نصف. إن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني أن الله بريء من هذه الصحيفة التي في أيديكم ومحا كل اسم له فيها، وترك فيها غدركم وقطيعتكم. فإن كان ما قال حقا فوالله لا نسلمه إليكم حتى نموت عن آخرنا. وإن كان الذي يقول باطلا دفعناه إليكم فقتلتموه أو استحييتموه. قالوا: رضينا.
ففتحوا الصحيفة فوجدوها كما أخبر. فقالوا: هذا سحر من صاحبكم. فارتكسوا وعادوا لشر مما كانوا عليه. فتكلم عند ذلك النفر الذين تعاقدوا ومزقت الصحيفة.
وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة. فطاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس