فقال: يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى لا يباعون ولا يبتاع منهم؟! والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة.

فقال أبو جهل- وكان في ناحية من المسجد- كذبت، والله لا تشق.

قال زمعة بن الأسود: أنت والله أكذب. ما رضينا كتابتها يوم كتبت فقال أبو البختري: صدق زمعة. لا نرضى ما كتب فيها ولا نقربه.

فقال المطعم بن عدي: صدقتم وكذب من قال غير ذلك.

وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك.

فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل، وتشوور فيه بغير هذا المكان. وأبو طالب جالس بناحية المسجد. فقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة فشقها. فلما مزقت وبطل ما فيها قال أبو طالب في ما كان من أمر أولئك القوم الذين قاموا في نقضها يمدحهم شعرا.

لقد كانت حماية النبي صلى الله عليه وسلم من القتل منوطة ببني هاشم وبني المطلب، ورفضوا تسليمه لقريش. وتحملوا مصائب كادت تودي بهم ولم يتراجعوا عن هذه الحماية.

وكان لهذا التحالف أثر في الفقه الإسلامي حيث أن سهم ذوي القربى من الخمس يعطى لبني هاشم وبني المطلب. ففي كتاب كفاية الأخيار- في الفقه الشافعي-: ( .. السهم الثاني من الخمس لذوي القربى، وهم أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم، وهم بنو هاشم وبنو المطلب دون غيرهم، لما روى جبيربن مطعم رضي الله عنه قال: (مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أعطيت بني هاشم وبني المطلب من خمس خيبر، وتركتنا، ونحن وهم بمنزلة واحدة منك!! فقال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد. قال جبير: ولم يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015