ولا يدع أبو طالب التعريض بحلفائه السابقين. يستثير فيهم النخوة والحمية بالانضمام إلى حلفهم الأصلي. ويغمز من قناتهم بالتخلي عن نصرته، فيقول عن زعيمي بني عبد شمس:
وسائل أبا الوليد ماذا حبوتنا … بسعيك فينا معرضا كالمخاتل
فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح … حسود كذوب مبغض ذي دغاول
وكنت امرءا ممن يعاش برأيه … ورحمته فينا ولست بجاهل
ومر أبو سفيان عني معرضا … كما مر قيل من عظام المقاول
يفر إلي نجد وبرد مياهه … ويزعم أني لست عنكم بغافل
ومن زعيمي بني عبد شمس إلى زعيم بني نوفل المطعم بن عدي:
أمطعم لم أخذلك في يوم نجدة … ولا معظم عند الأمور الجلائل
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا … عقوبة شر عاجلا غير آجل
ولا يكتفي بذلك بل يلمح إلي أقارب بني هاشم في قريش
فكل صديق وابن أخت نعده … لعمري وجدنا غبه غير طائل
ونعم ابن أخت القوم غير مكذب … زهير حساما مفردا من حمائل
وكان لهذه القصيدة أثر خطير زلزل أوضاع مكة. واستطاعت أن تحرك كامن العصبية عند أقارب بني هاشم، حيث ائتمروا سرا ودعوا إلي نقض الصحيفة.
فلقد كان أول من سعى في ذلك هشام بن عمرو، واستجاب المطعم بن عدي زعيم بني نوفل بن عبد مناف، وزهير بن أبي أمية وكان بنو هاشم أخواله لأمه عاتكة بنت عبد المطلب، وأبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود وكانوا