الموت، ثُمَّ يُفْتَنُون (?) في موقف القيامة، ثُمَّ إذا حُشِرُوا إلى النَّار ووُقِفُوا عليها، وعُرِضُوا عليها، وذلك من أعظم فتنتهم، ثُمَّ الفتنة الكبرى التي أنستهم جميع الفتن قبلها.
فصل
ثُمَّ ذكر -سبحانه- جزاء من خَلَصَ من هذه الفتن بالتقوى، وهو: الجَنَّاتُ والعيون، وألَّهم آخذون ما آتاهم ربُّهم من الخير والكرامة.
وفي ذلك دليلٌ على أمورٍ:
منها: قبولهم له.
ومنها: رضاهم به.
ومنها: وصولهم إليه بلا مُمَانع ولا مُعَاوِق.
ومنها: أنَّ جزاءهم من جنس أعمالهم؛ فكما أخذوا ما أمرهم به في الدنيا، وقابَلُوه بالرِّضَا والتسليم وانشراحِ الصَّدْر = أخذوا ما آتاهم من الجزاء كذلك.
ثُمَّ ذكر السبب الذي أوصلهم إلى ذلك، وهو إحسانُهم المتضمِّنُ لعبادته وحده لا شريك له، والقيامِ بحقوقِه وحقوقِ عباده.
ثُمَّ ذكر لَيْلَهم، وأنهم قليلٌ هُجُوعُهم منه.
وقد قيل (?): إنَّ "ما" نافية، والمعنى: ما يهجعون قليلاً من الليل،