عنك هجره؟ فقال وفي اليأس راحة أي المطلوب أحد أمرين إما يأس مريح أو وصال صاف
ومن اعتراض الاحتراز قول الجعدي:
ألا زعمت بنو جعد بأني ... وقد كذبوا كبير السن فاني
ومنه قول نصيب:
فكدت ولم اخلق من الطير إن بدا ... سنا بارق نحو الحجاز أطير
فقوله ولما أخلق من الطير لرفع استفهام يتوجه عليه على سبيل الإنكار لو قال فكدت أطير فيقال له وهل خلقت من الطير فاحترز بهذا الاعتراض وعندي أن هذا الاعتراض يفيد غير هذا وهو قوة شوقه ونزوعه إلى أرض الحجاز فأخبر انه كاد يطير على أنه أبعد شيء من الطيران فإنه لم يخلق من الطير ولا عجب طيران من خلق من الطير وإنما العجب طيران من لم يخلق من الطير لشدة نزوعه وشوقه إلى جهة محبوبة فتأمله
ومن مواقع الاعتراض الاعتراض بالدعاء كقول الشاعر:
قد كنت أبكي وأنت راضية ... حذار هذا الصدود والغضب
إن تم ذا الهجر يا ظلوم ولا ... تم فما لي في العيش من أرب
وقول الآخ
إن سليمى والله يكلؤها ...
ضنت بشيء ما كان يرزؤها