يغيرون ويعودون إِلَيْهَا واهتم الْخَلِيفَة اهتماما عَظِيما وَكَثُرت رسله إِلَى الْكَامِل والأشرف فِي نزولهم الشَّام واستخدم الْخَلِيفَة عربانا كَثِيرَة وَغَيرهم من أجناد وبذل الْأَمْوَال وَبَقِي فِي نَفسه فعل التتر فِي بِلَاد الجزيرة
ثمَّ إِن التتر عَادوا إِلَى الجزيرة طَمَعا بِأَهْلِهَا فنهبوا أَيْضا وَقتلُوا وَسبوا ووصلوا إِلَى جسر بدايا وَدخل بَعضهم عَلَيْهِ وأخافوا كل الْبِلَاد من قوتهم وإقدامهم وتسحبوا من بَين أَيْديهم
فَنزل الْأَشْرَف إِلَى الشَّام وصحبته صَاحب الجزيرة وَقد وعده السُّلْطَان الْكَامِل بلحاقه وَتقدم الْكَامِل نزُول العساكر المصرية إِلَى الشَّام وتجهزوا وَقدم عَلَيْهِم فَخر الدّين عُثْمَان أستادداره فَلَمَّا وصل الْأَشْرَف تَلقاهُ إخْوَته وَالسُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد وَأَوْلَاده وَوصل الْملك المظفر صَاحب حماة للقاء الْكَامِل فَلَمَّا وصل الْأَشْرَف قدم لَهُ الْملك الْمُجَاهِد تقدمة حَسَنَة على يَد الْأَمِير صفي الدّين سودان وَفَارق صَاحب الجزيرة الْأَشْرَف عَائِدًا إِلَى بِلَاده وَتحمل للبيكار
وَنزل الْكَامِل فِي هَذَا الشَّهْر إِلَى الشوبك
فَأَقَامَ