وله ديوان شعر، وسمع بالبصرة من أبي العباس الأثرم، وأبي بكر الصولي، وطبقتهم، ونزل بغداد، وأقام بها، وحدث إلى حين وفاته، وكان سماعه صحيحًا، وكان أديبًا شاعرًا إخباريًا، وكان أول سماعه الحديث في سنة 333. وله أشياء فائقة.
كانت ولادته في سنة 327، وتوفي في سنة 384 ببغداد - رحمه اللَّه تعالى -.
يجتمع مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في عبدِ مناف المذكور، وباقي النسب إلى عدنان معروف، لقي جدُّه شافعٌ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وهو مترعرع.
وكان أبوه السائب صاحبَ راية بني هاشم يوم بدر، فأُسر، وفدى نفسه، ثم أسلم، فقيل له: لِمَ لم تسلمْ قبل أن تفدي نفسك؟ فقال: ما كنت أحرمُ المؤمنين مطمعًا لهم فِيَّ.
وكان الشافعي كثير المناقب، جمَّ المفاخر، منقطع القرين، اجتمعتْ فيه من العلوم بكتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وكلام الصحابة - رضي اللَّه عنهم - وآثارهم، واختلاف أقاويل العلماء، وغير ذلك؛ من معرفة كلام العرب، واللغة والعربية، والشعر، حتى إن الأصمعي - مع جلالة قدره في هذا الشأن - قرأ عليه أشعارَ الهُذَليين ما لم يجتمع في غيره، حتى قال أحمد بن حنبل - رضي اللَّه عنه -: ما عرفتُ ناسخَ الحديث من منسوخه حتى جالستُ الشافعي. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما رأيت رجلًا قط أكملَ من "الشافعي".
وقال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: أَيَّ رجل كان الشافعيُّ، سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فقال: يا بني! كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للبدن، هل لهذين من خلف، أو عنهما من عِوَض؟
وقال أحمد: ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي، وأستغفر له.