وأصحابُ صدقٍ كلهم عَلَمَ، فَسَلْ ... بهمْ إنهم إنْ أنتَ ساءلت حُذَّاقُ
ولو لم يكنْ إلا ابنُ إدريس وحدَه ... كفاهُ، ألا إنَّ السعادةَ أرزاقُ
والأصبحيُّ: نسبة إلى ذي أصبح، واسمُه الحارثُ بن عوف بن مالك، إلخ.
قال أبو البركات بن المستوفي في "تاريخه" في حقه: أشهر العلماء ذكرًا، وأكبر النبلاء قَدْرًا، وأحد الأفاضل، المشار إليه، وفردُ الأماثل، المعتمَدُ في الأمور إليه.
أخذ النحو عن شيخه أبي محمد، سعيدِ بنِ المبارك بنِ الدهان، وسمع الحديث متأخرًا، ولم تتقدم روايته.
وله المصنفاتُ البديعة، والرسائل الوسيعة، منها: "جامع الأصول في أحاديث الرسول" جمع فيه بين الصحاح الستة، وهو على وضع كتاب رزين، إلا أن فيه زيادات كثيرة عليه، ومنها كتاب "النهاية في غريب الحديث" في أربع مجلدات، وله كتاب "المصطفى المختار في الأدعية والأذكار"، وكتاب "الشافي في شرح مسند الإمام الشافعي"، وغير ذلك من التصنيفات.
كانت ولادته بجزيرة ابن عمر، في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين وخمس مئة، وكانت وفاته بالموصل يوم الخميس سلخ ذي الحجة سنة ست وست مئة - رحمه اللَّه تعالى -.
كان رئيسًا جليلَ القدر، كثيرَ التواضع، واسعَ الكرم، لم يصل إلى أربل أحدٌ من الفضلاء إلا وبادر إلى زيارته، وحمل إليه ما يليق بحاله، ويقرب إلى قلبه بكل طريق.