ولد سنة ثلاث، أو 454، وتوفي سنة 538 ببغداد، وإنما قيل له: قاضي الخافقين؛ لكثرة البلاد التي ولي فيها.
صاحبُ القصيدة التي سماها: "حرزَ الأماني ووجه التهاني" في القراءات، وعدتها ألف ومئة وثلاثة وسبعون بيتًا، ولقد أبدع فيها كل الإبداع، وهي عمدة قراء هذا الزمان في نقلهم.
وكان عالمًا بكتاب اللَّه تعالى قراءةً وتفسيرًا، وبحديث رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، مبرزًا فيه، وكان إذا قرىء عليه "صحيح البخاري"، و"مسلم" و"الموطأ" يصحح النسخ من حفظه، ويملي النكت على المواضع التي تحتاج إليها.
وكان أوحدَ زمانه في علم النحو واللغة، عارفًا بعلم الرؤيا، وسمع الحديث من أبي عبد اللَّه محمد بن يوسف الخزرجي، والحافظ أبي الحسن بن النعمة، وغيرهما.
وانتفع به خلق كثير.
ولد سنة 538، وتوفي سنة 590. والشاطبي: نسبة إلى شاطبة، مدينة كبيرة ذات قلعة حصينة بشرق الأندلس، وفِيرُّه (?) بكسر الفاء وسكون التحتية وتشديد الراء وضمها - هو بلغة اللطيني (?) من أعاجم الأندلس، معناه بالعربي: الحديد.
قال المَقَّري، في "نفح الطيب": حكي أن الأمير عز الدين موسك الذي كان والد ابن الحاجب - حاجبًا له، بعث إلى الشاطبي يدعوه إلى الحضور عنده، فأمر الشيخ بعض أصحابه يكتب إليه:
قل للأمير مقالة ... من ناصحٍ فَطِنٍ نَبيهٍ
إنَّ الفقيهَ إذا أتى ... أبوابَكُمْ لا خيرَ فيه