أصله من جرباذقان من نواحي أصبهان، ووزر أبوه أبو القاسم هبة اللَّه للإمام القائم بأمر اللَّه، سمع الحديث الكثير، وصنف المصنفات النافعة، وأخذ عن مشايخ العراق وخراسان والشام وغير ذلك.
وكان أبو نصر أحدَ الفضلاء المشهورين، تتبع الألفاظ المشتبهة في الأسماء الأعلام وجمع منها شيئًا كثيرًا، وكان الخطيب أبو بكر، صاحب "تاريخ بغداد" أخذ كتاب أبي الحسن الدارقطني المسمى: "المختلف والمؤتلف"، وكتاب الحافظ عبد الغني بن سعيد الذي سماه: "مشتبه النسبة"، وجمع بينهما، وزاد عليهما، وجعله كتابًا مستقلًا سماه: "المؤتنف تكملة المختلف"، وجاء الأمير أبو النصر المذكور، وزاد على هذه التكملة، وضم إليها الأسماء التي وقعت له، وجعله أيضًا كتابًا مستقلًا، وسماه: "الإكمال"، وهو في غاية الإفادة في رفع الالتباس والضبط والتقييد، وعليه اعتماد المحدثين وأرباب هذا الشأن؛ فإنه لم يوضع مثله، ولقد أحسن فيه غاية الإحسان، ثم جاء ابن نقطة، وذيله وما قَصَّر فيه أيضًا، وما يحتاج الأميرُ المذكور مع هذا الكتاب إلى فضيلة أخرى، وفيه دلالة على كثرة اطلاعه، وضبطه وإتقانه، ومن شعره المنسوب إليه:
قَوِّضْ خِيامَك عن أرضٍ تُهانُ بها ... وجانبِ الذلَّ إنَّ الذلَّ يُجتنبُ
وارحلْ إذا كان في الأوطان مَنْقَصَةٌ ... فالمَنْدَلُ الرطبُ في أوطانِه حطبُ
وكانت ولادته في عكبرا خامس شعبان سنة 421 الهجرية، وقتله غلمانه بجرجان في سنة نيف وسبعين وأربع مئة. وقال ابن خلكان: لا أعرف معناه، ولا أدري سبب تسميته بالأمير، هل كان أميرًا بنفسه؟ أم لأنه من أولاد أبي دلف العجلي.
كان محدث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء الشافعية، غلب عليه