قريبة من شهرزور، قال في آثار الأدهار: وله عدة مصنفات، منها كتاب في علوم الحديث.
قال الشيخ برهان الدين الأنباسي في "شذى الفياح من علوم ابن الصلاح": إن كتابه هذا أحسن تصنيف فيه، وقد اعتنى به العلماء في زمانه إلى هذا الزمان، منهم من اختصره ومنهم من اعترض عليه، وله كتاب "أدب المفتي والمستفتي"، وهو مختصر نافع، و"رحلة إلى الشرق" عظيمة النفع في سائر العلوم، وكتاب "مناسك الحج" جمع فيه أشياء سنة يحتاج الناس إليها، انتهى حاصله.
كان من أهل طبرستان، وخرج إلى نيسابور، وتفقه على إمام الحرمين مدة إلى أن برع، وكان حسن الوجه، جهوريَّ الصوت، فصيحَ العبارة حلوَ الكلام.
وكان محدثًا يستعمل الأحاديث في مناظراته ومجالساته، ومن كلامه: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح، طارت رؤوس المقاييس في مهاب الرياح.
وحدث الحافظ أبو الطاهر السِّلَفي، قال: استفتيت شيخنا أبا الحسن المعروف بالكياهراسي ببغداد في سنة خمس وتسعين وأربع مئة لكلام جرى بيني وبين الفقهاء بالمدرسة النظامية، وصورة الاستفتاء: ما يقول الإمام - وفقه الله تعالى - في رجل أوصى بثلث ماله للعلماء والفقهاء، هل تدخل كتب الحديث تحت هذه الوصية أم لا؟ فكتب الشيخ تحت السؤال: نعم، وكيف لا، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها، بعثه الله يوم القيامة فقيهًا عالمًا"؟.
وسئل الكياهراسي أيضًا عن يزيد بن معاوية، فقال: إنه لم يكن من الصحابة؛ لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وأما قول السلف في لعنه، ففيه لأحمد قولان: تلويحٌ وتصريح، ولمالك قولان: تلويح