كان تاجرًا، وله في حديث السماعات العالية، وانتهت إليه الرحلة من أقطار الأرض، وألحق الصغار بالكبار، لا يشاركه في شيوخه ومسموعاته أحد.
كانت ولادته في سنة 505، وتوفي في سنة 596، ببغداد - ودفن من الغد بمقبرة الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله تعالى عنه -. وكان صحيحَ الذهن والحواس إلى أن مات، وتسرى بمئة وثمان وأربعين جارية - رحمه الله تعالى -.
كان أحدَ فضلاء عصره في التفسير، والحديث، والفقه، وأسماء الرجال، وما يتعلق بعلم الحديث، وفقه اللغة، وكانت له مشاركة في فنون عديدة، وكانت فتاواه مسدَّدة، قال ابن خلكان: وهو أحد أشياخي الذين انتفعت بهم.
سافر إلى خراسان، فأقام بها زمانًا، وحصل علم الحديث هناك، ثم رجع إلى الشام، وتولى التدريس بالمدرسة الناصرية بالقدس، ولما بنى الملك الأشرف بن الملك العادل بن أيوب دارَ الحديث بدمشق، فوض تدريسه إليه، واشتغل الناس عليه بالحديث.
وكان من العلم والدين على قدم عظيم، وصنف في "علوم الحديث" كتابًا نافعًا، وكذلك في "مناسك الحج"، جمع فيه أشياء حسنة، يحتاج الناس إليها، وهو مبسوط، ولم يزل أمره جاريًا على السداد والصلاح والاجتهاد في الاشتغال والنفع إلى أن توفي يوم الأربعاء وقت الصبح، وصُلِّي عليه بعد الظهر، وهو الخامس والعشرون من شهر ربيع الآخر سنة 643 بدمشق.
مولده سنة سبع وسبعين وخمس مئة بشرخان، وهي قرية من أعمال أربل