وأما مَلَكَتهُ في النثر الفصيح البليغ الناصع، والنظم الرائق الفائق الواسع، فأمرٌ مجمَعٌ عليه، ولله درُّ الصفيِّ الحِلِّيِّ حيث يقول:
ليسَ البلاغةُ معـ .... ـنًى في الكلام يطولُ
بل صوغُ معنًى جليلٍ ... يحويهِ لفظٌ قليلُ
يظنُّهُ الناسُ سهـ ... ـلًا وما إليهِ سَبيلُ
قال الشريف العلوي: ومثال ذلك:
يا بانةَ الوادي التي سفكَتْ دمي ... بلِحاظها بل يا فتاةَ الأَجْرَعِ
بي أَنْ أَبُثَّ إليكِ ما ألقاهُ مِنْ ... أَلَمِ النوى، وعليكِ أَن لا تَسْمَعي
وكان - رح - في عمر التسعين، لا تراه إلا تاليًا كتاب الله، أو مشغولاً بذكره سبحانه، أو مدرسًا في الحديث، لا يزال هذا دأبه من أول النهار إلى حصة وافرة من الليل.
وله كتاب "تحذير المهتدين عن تكفير الموحدين"، و"ذيل الحصن الحصين"، و"نظم نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر"، ومن مشايخه الشيخ العلامة محمد بن علاء الدين المزجاجي، وذكر منهم رجلًا من علماء الهند من أكابر المحققين، يسمى: حسام الدين. توفي - رحمه الله تعالى - في سنة 1196 الهجرية.
كان من العلماء الأعلام. مؤلفاته تقارب خمسين مؤلفًا في الحديث والفقه والأصول، وكان كثير البكاء من خشية الله - عز وجل - عند تلاوة القرآن، وفي الصلاة، لا تراه إلا في تقطير دموع، وتصعيد أنفاس، ومن مشايخه: السيد يحيى بن عمر، والشيخ عبد الخالق المزجاجي.
وكان كثير التردد إلى الحرمين الشريفين، يكري نفسه للحج، كما كان أبو أمامة يكري نفسه للحج، ولما قيل له: لا حجَّ لك، لقي ابنَ عمر، فسأله، فقال: أليس تلبي، وتحرم، وتطوف بالبيت، وتفيض من عرفات، وترمي