بشارة، مع توجه إلى الله عقب استخارة، أن أجيز أولادي بما يجوز لي روايته، ويصح لي درايته، فأقول: قد أجزتهم، وهم: ولدي عبد الله، وعبد الرحمن، وعلي، وإسماعيل - فتح الله على جميعهم فتوح العارفين، ونظمهم في سلك العلماء العاملين - إلى قوله: بشرطه المعتبر عند أهل الحديث، وأوصيهم بتقوى الله، والدوام على الاشتغال بالعلم، خصوصًا معاني الكتاب العزيز، وخدمة الحديث النبوي، والإخلاص في ذلك كله ... إلى آخر ما كتبه.
قال: وليعلم أن مما تكرر لي - ولله الحمد - سماعُه على شيخنا الوالد، وعلى سيدي العم أبي بكر بن يحيى "صحيح الإمام البخاري" حتى ثبت لي - ولله الحمد - فضيلة الاندراج في سلسلة التسلسل للجامع الصحيح، من أوله إلى آخره، إلى قوله: نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا بحَوْله وطَوْله من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 18]:
أيا سامعًا! ليسَ السماعُ بنافعٍ ... إذا أنتَ لم تعملْ بما أنتَ سامعُ
قلت - عفا الله عني -: وقد ترجم له الفقيه العلامة سعد بن عبد الله سهيل ترجمة حافلة في مجلد لطيف، سماها: "فتح الرحمن في مناقب سيدي عبد الرحمن"، ذكر فيه فوائد جليلة تتعلق بتفسير القرآن والحديث. قال في "النفس اليماني": هذا، وإني قد أجزتُ إجازةً معينٍ لمعين مَنْ وضعت هذه الوريقات من أجله، وهو القاضي العلامة المحقق، والنحريرُ المدقق، جمالُ الإسلام، عليُّ ابن شيخ الإسلام إمام العلوم، فارس منطوقها والمفهوم، عز الإسلام محمد بن علي الشوكاني، بلغ الله الجميع في الدارين غاية الأماني، وأجزت أخويه: العلامةَ صفيَّ الإسلام أحمدَ، وعمادَ الإسلام يحيى - عافاهما الله تعالى - إجازة شاملة في كل ما يجوز لي روايته، وتصح درايته، كما أجازني من مَرَّ ذكرُهم من المشايخ الأعلام، وأجزت أولادهم، ومن سيولد لهم، وكذلك أجزت أولادي: محمد، وعبد الباقي، وسليمان، وأولادهم، ومن سيولد لهم، بمثل ذلك، وأجزت كافة من أدرك حياتي، وسيما من وقعت بيني وبينه المعرفة، وخصوصًا من وقعت بيني وبينه الاستفادات العلمية،