فريدُ الدهر وأوانه، وابن عباس زمانه، وسلمان آل بيته، وحسان قصيدته وبيته، صاحبُ الفنون، وغيث الإفادة الهَتون، ذكر له الخفاجي ترجمة بليغة في "الريحانة"، وقال: جمال الكتب والسِّيَر، وسيدُ أهل الحديثِ وعينُ ذوي الأثر، من حارت به أقطار غزة، شرفًا باذخًا وعزة، وله شعر، فمما لمع من نور كماله، وسطع من نجوم أقواله، قوله:
إن كانَ حمدُ العبدِ مولاه إنَّما ... يكونُ بإلهامٍ من اللهِ للعبدِ
وذلكَ مِمَّا يوجبُ الحمدَ دائمًا ... فلا حمدَ حقًا من سوى ملهمِ الحمدِ
وقوله:
من رامَ أن يبلغَ أقصى المُنى ... في الحَشْر مَعْ تقصيرهِ في القُرَبْ
فَلْيُخْلِصِ الحبَّ لخيرِ الورى ... المُصْطَفى، والمرءُ مَعْ مَنْ أحبّ
وقوله:
إنَّ أَلْطافَ إِلَهي ... ليَ قالَتْ خَلِّ عَنْكا
لا تُدَبَّرْ لكَ أَمْرًا ... أنا أَوْلَى بِكَ مِنْكا
وأنشد له:
إِنْ تَسَلْ عن حالِ الذين اجتباهُمْ ... رَبُّهُم، عاجِزًا وتَطْلُبْ قُرْبا
أَحْبِبِ اللهَ والذينَ اصْطفاهُمْ ... تَبْقَ مَعْهُم، فالمرءُ مَعْ مَنْ أَحَبَّا
وللحافظ ابن حجر العسقلاني في المعنى:
وقائلٍ هل عملٌ صالحٌ ... أعددتُه ينفعُ عندَ الكُرَبْ
فقلتُ: حسبي خدمةُ المصطفى ... وحُبُّهُ، فالمرءُ مَعْ مَنْ أَحَبّ
وكنت قلتُ قبل أن أسمع هذا:
وحق المصطفى لي فيه حُبٌّ ... إذا مرضَ الرُّجاءُ يكون طبَّا
ولا أرضى سِوى الفردوسِ مَاْوًى ... إذا كانَ الفَتَى مَعْ مَنْ أَحَبَّا