طَوَيْتُ بإحرازِ العلومِ ونَيْلِها ... رداءَ شَبابي، والجنونُ فُنونُ
وحينَ تعاطَيْتُ الفنونَ ونيلها ... تبين لي: أن الفنونَ جُنونُ
تصانيفه كثيرة شهيرة متداولةٌ بين أهل العلم؛ كالمطوَّل، والمختصر، وغيرهما. قال الشوكاني: وبالجملة: فصاحب الترجمة متفردٌ بعلومه في القرن الثامن، لم يكن له في أهله نظير فيها، ومصنفاته قد طارت في حياته إلى جميع البلدان، وتنافسَ الناس في تحصيلها.
ومع هذا لم يذكره ابنُ حجر في "الدرر الكامنة" في أهل المئة الثامنة، مع أنه يتعرض لذكره في بعض تراجم شيوخه أو تلامذته، وتارة يذكر شيئًا من مصنفاته عند ترجمة من درس فيها، أو طلبها، فإهمال ترجمته من العجائب المفصحة عن نقص البشر.
قال: وكان صاحب الترجمة قد اتصل بالسلطان الكبير - الطاغية - الشهير تيمور لنك، وجرت بينه وبين السيد الشريف الجرجاني مناظرةٌ في مجلس السلطان في مسألة، كون إرادة الانتقام سببًا للغضب، أو الغضب سببًا لإرادة الانتقام، فصاحب الترجمة يقول بالأول، والشريف يقول بالثاني، قال الشيخ منصور الكازروني: والحق في جانب الشريف، وجرت أيضًا بينهما المناظرة المشهورة في قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: 7]، ويقال إنه حكم بأن الحق في ذلك مع الشريف، فاغتمَّ صاحب الترجمة، ومات كمدًا، والله أعلم، انتهى.
قال في "البدر الطالع": ولد تقريبًا سنة 1104، ونشأ بصنعاء، وأخذ العلم عن أكابر علمائها؛ كالعلامة الحسين بن محمد المغربي، وبرع في جميع العلوم، ودرس الطلبة وتخرج به جماعة من العلماء؛ كشيخنا السيد عبد القادر، والقاضي العلامة أحمد بن قاطن، وتولى القضاء بصنعاء، وله شعر فائق، وفصاحة زائدة، ومن مقطعاته: