ولد بشيراز سنة 634. أخذ في الطب عن أبيه، وفي الهيئة عن نصير الشرك الطوسي، دخل الروم، وولي قضاء سيواس، وملطية، وقدم الشام رسولًا، وسكن تبريز، وكان كثير المخالطة للملوك، قيل: إنَّ دخلَه في عام ثلاثون ألفًا. درَّس بدمشق: "الكشاف"، و"القانون"، و"الشفاء"، وغيرها.
وكان إذا صنف كتابًا، صامَ، ولازمَ السهرَ، ومسودته مبيضة، وكان يخضع للفقراء، ويلازم الصلاة في الجماعة، ومن تصانيفه "شرح المفتاح" للسكاكي، و"شرح الكليات" لابن سينا، وكان من أذكياء العالم، ولقبه عند الفضلاء: الشارح العلامة. قال الذهبي: كان على دين العجائز، وكان يخضع للفقهاء، ويوصي بحفظ القرآن، وكان إذا مدح، تخشَّعَ، وكان يقول: أتمنى أني كنت في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن لي سمع ولا بصر؛ رجاءَ أن يلحظَني بنظره. وتلامذتُه يبالغون في تعظيمه، انتهى. وقد استمر على تعظيمه مَنْ بعدَهم حتى صار العلامةُ، إذا أُطلق، لا يُفهم غيره، بل جاوز ذلك كثير من المصنفين المتأخرين الذين غالبُ نظرهم مقصورٌ على مثل علمه، فقالوا: لا يطلق ذلك في الاصطلاح إلا عليه. قال الشوكاني: ولا عتبَ عليهم، فهم لم يعلموا بالعلوم الشرعية حتى يعرفوا مقدار أهلها، وقد عاصر صاحبُ الترجمة من أئمة العلم مَنْ لا يرتقي هو إلى شيء بالنسبة إليهم، وكذلك جاء بعد عصره أكابرُ - كما مر بك - في هذا الكتاب، وكما سيأتي، وأكثرُهم أحقُّ بوصفه بالعلامة، فضلًا عن كونه مستحقًا، وأين يقع من مثل من جمع منهم بين علمي المعقول والمنقول، وبهر بعلومه الأفهامَ والعقول؟ مات في رمضان سنة 710، انتهى.
ولد في سنة 722، وأخذ عن أكابر أهل العلم في عصره؛ كالعضد وطبقته، وفاق في كثير من العلوم، وطار صيتُه، واشتهر ذكره، ورحل إليه الطلبة.
وشرع في التصنيف، وهو في ست عشرة سنة، وتوفي سنة 792، ومن شعره: