ليس منهم؛ فإن ذلك مما يؤثر الطعن بدون السبب، مات في سنة 829، انتهى - رحمه الله تعالى -.
ولد سنة 1194. اشتغل بطلب علوم الاجتهاد على جماعة من علماء العصر، فبرع فيها وصار في عداد من يعمل بالدليل، ولا يعرِّجُ على القال والقيل، وبلغ في المعارف إلى مكان جليل.
قال الشوكاني: وقد أخذ عنِّي من جملة الطلبة، وهو قويُّ الذهن، سريعُ الفهم، جيدُ الإدراك، ثاقبُ النظر، يقلُّ وجودُ نظيرِه في هذا العصر - كثر الله فوائده -، ونفع بعلومه، وسمع مني أكثرَ مصنفاتي، وأكثرُ اشتغاله بعلم الحديث ورجاله، حتى صار الآن من أعظم رجال هذا الشأن، وله مصنف على سنن ابن ماجه، جعله أولاً كالتخريج، ثم جاوز ذلك إلى شرح الكتاب. وهو إلى الآن في عمله، انتهى.
قال في "الديباج": توفي سنة 1263، لازم شيخَنا البدرَ الشوكانيَّ، وبه انتفع، وفي آخر المدة وقع منه وحشة من شيخنا الشوكاني؛ كما جرت به العادة بين الأقران، ومن اطلع على "سيرة النبلاء" للحافظ الذهبي، ورأى ما وقع بين الحافظ محمد بن يحيى الذهلي، وتلميذِه الإمامِ البخاري، هان عليه الأمر، وعلمَ أن العصمةَ لغير الأنبياء متعذرة، والمرجو من الله سبحانه أن يتجاوز عن الجميع؛ لسوابقهم في الإسلام، وعنايتهم بحفظ شريعة سيد الأنام، وبابُ التأويل للمؤمنين مفتوح، والأعمال بالنيات.
وبعد الوحشة كان استقراره بزبيد ووصوله بها سنة 1250، وحين تكدرت عليه صور في الإقامة، ارتحل إلى مكة المشرفة، وجاور فيها نحو ثلاث سنين، ثم نزل بأبي عريش، ومكث نحو سنتين، ثم عاد إلى زبيد، واختار الله له الانتقال إلى رحمته.
وكان له إلمام بعلم الحديث، فهو إمامُ محرابِه، والذي لا يدانيه قرينٌ من أهل زمنه وأترابه، فهو يستحضر رجال الكتب الستة بحيث لا يخفى عليه من