عن الصفي الهندي، وابن تيمية أيضًا، وبرع في جميع العلوم، وفاق الأقران، واشتهر في الآفاق، وتبحر في معرفة مذاهب السلف، وغلب عليه حب ابن تيمية؛ حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي نشر علمه بما صنفه من التصانيف الحسنة المقبولة، واعتُقل مع ابن تيمية، وأُهين، وطيف به على جمل مضروبًا بالدرة.
فلما مات ابن تيمية، أُفرج عنه، وامتحُن محنة أخرى بسبب فتاوى ابن تيمية، وكان ينال من علماء عصره، وينالون منه.
قال الذهبي في "المعجم المختص": حُبس مدةً لإنكار شد الرحل لزيارة الخليل، ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم، ولكنه معجب برأيه جرى على أمور، انتهى.
قلت: بل كان يتقيد بالأدلة الصحيحة، معجبًا بالعمل بها، غيرَ معوِّل على الرأي، صادعًا بالحق، لا يحابي فيه أحدًا، ونعمَتْ تلك الجرأة، وكان مغرًى بجمع الكتب، فحصل منها ما لا يحصى، وله من التصانيف: "الهدي"، و"إعلام الموقعين"، و"بدائع الفوائد"، و"جلاء الأفهام"، و"مصائد الشيطان"، و"الداء والدواء"، و"كتاب الصلاة"، و"كتاب تحفة النازلين بجوار رب العالمين"، و"الصواعق المرسَلَة على الجهمية والمعطلة" في مجلدات، وكتاب "نزهة المشتاقين وروضة المحبين"، وكتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزوة الفرقة الجهمية"، و"عدة الصابرين"، و"الفتح القدسي"، و"أقسام القرآن"، و"أيمان القرآن"، وكتاب "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان". ذكر له نعمان ترجمته في "الروضة الغناء"، وقال: الأصولي النحوي المفسر، المفنن في علوم كثيرة، دفن تجاه المدرسة الصابونية، وبني على قبره قبة، انتهى. وقال السخاوي: العلامة الحجة، المتقدم في سعة العلم، ومعرفة الخلاف، وقوة الجنان، ورئيس أصحاب ابن تيمية الإمام، بل هو حسنة من حسناته، والمجمع عليه بين المخالف والموافق، وصاحب التصانيف السائرة، والمحاسن الجمة، انتفع به الأئمة، ودرَّس بأماكن، ثم سرد تصانيفه، فذكر منها اثنين وخمسين