ما لا يبلغه الشيوخ الكبار، وبرع في الفنون، وكان جبلاً في العلل والطرق والرجال، حسنَ الفهم جدًا، صحيحَ الذهن، له كتاب "الأحكام" في ثمان مجلدات، والردّ على السبكي في رده على ابن تيمية، و"المحرر" في الحديث، وشرع في كتاب "العلل"، ولم يكمل، قال الذهبي: ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه، مات سنة 744، وكان عمره دون أربعين سنة، وتأسف الناس عليه، هكذا في "البدر الطالع". قال ابن رجب: سمع الكثير، وعُني بالحديث وفنونه، وتفقه في المذهب، وأفتى، وقرأ الأصلين، والعربية، وبرع فيها، ولازم الشيخ تقي الدين بن تيمية مدة، ولازم المزي الحافظ حتى برع في الرجال، وأخذ عن الذهبي وغيره، وقد ذكره الذهبي في "طبقات الحفاظ"، فقال: ولد سنة خمس أو ست وسبع مئة، وله توسع في العلوم، وذهن سيال، تصدى للإفادة والاشتغال بالقرآن والحديث، وذكره في "معجمه المختص"، وقال: عني بفنون الحديث، ومعرفة رجاله، وله عدة محفوظات وتعاليق وتواليف مفيدة، كتب عني، واستفدت منه، درَّس بالحديث وبغيره بالسفح، وكتب بخطه الحسن المتقن الكثير، فمن تصانيفه: "الأحكام الكبرى"، وكتاب "العمدة في الحفاظ"، والكلام على أحاديث كثيرة فيها ضعف من "المستدرك" للحاكم وغيره، و"الإعلام في ذكر مشايخ الأئمة الأعلام"، و"ترجمة الشيخ تقي الدين بن تيمية" مجلد، و"منتقى من تهذيب الكلام" للمزي، و"منتخب من سنن البيهقي وسنن أبي داود"، وقد عد ابن رجب من مؤلفاته ما يزيد على خمسين كتابًا، وقال: حدث بشيء من مسموعاته، وسمع منه غير واحد، وقد سمعت من ابنه، فإنه عاش بعده نحو عشر سنين، قال: وتوفي سنة 744، ودفن بسفح قاسيون، وشيعه، خلق كثير، وتأسفوا عليه، ورئيت له منامات حسنة - رحمه الله تعالى رحمة واسعة -.
ولد سنة 673. قال في "البدر الطالع": وأجاز له في سنة مولده جماعة بعناية أخيه من الرضاع، أخذ عن الدمياطي، وابن الصواف، ومهر في فن الحديث،