ولد سنة 745، واشتهر بوفور الذكاء، حتى إنه كان يقتدر على تصوير الباطل حقًا، والحق باطلاً، والغالب عليه المُجون والهزل، مع تقدمه في فنون الأدب، حتى صار شاعر الشام في وقته بلا مدافع، وسلك آخِرَ مدته طريقة مثلى في التصوف والتعفف.
له مصنفات جليلة، منها: أرجوزة نحو ثلاث مئة بيت، ذكر فيها من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة، وعدد ما روى كل واحد من الحديث، "ونهاية الأمنيات في الكلام على حديث: إنما الأعمال بالنيات"، وكان قد صاهر المجد اللغوي، فلازمه وسمع معه على جماعة، [مات سنة 811، انتهى].
وهو القائل:
يا عينُ إن بَعُدَ الحبيبُ ودارُه ... ونَأَتْ مَرابعُه وشَطَّ مَزارُهُ
فلقد حظيتِ من الزمانِ بطائلٍ ... إن لم تَرَيه فهذهِ آثارُهُ
له - رح -:
لعمرُك ما في الأرض من يُسْتَحَى له ... ولا مَنْ يُدارى أو يُخافُ له عَتْبا
فَعِشْ مُلقِيًا عنكَ التكلُّفَ جانبًا ... ولا تَرْضَ بينَ الناسِ من أحدٍ قُرْبا
الفقيه المحدث الحافظ، الناقد النحوي المتفنن، ولد في رجب سنة 705 أو سنة 704، سمع من التقي سليمان، وابن سعد، وطبقتهم، وتفقه بابن مسلم، وتردد إلى ابن تيمية، ومهر في الحديث، قال الصفدي: لو عاش، لكان آية، كنت إذا سألته عن مسائل أدبية، وفوائد عربية، ينحدر كالسيل، وكنت أراه يَرُدُّ على المِزَّي في أسماء الرجال، فيقبل منه. وقال الذهبي في "معجمه المختص": الفقيه البارع، المقرىء المجود، الحافظ، النحوي، الحاذق في الفنون، كتب عليَّ، واستفدت منه. وقال ابن كثير: كان حافظًا علامة ناقدًا، حصل من العلوم