ومحمد بن المنكدر، وأبي الزناد، وعاصم، والأعمش، وغير هؤلاء من أعيان العلماء.
وروى عنه: الإمام الشافعيُّ، وشعبةُ بن الحجاج، ومحمدُ بن إسحق، وابنُ جريج، والزبيرُ بن بكار، وعمُّه مصعَب، وعبد الرزاق، وخلق كثير.
قال الشافعي: ما رأيت أحدًا فيه من آلة الفتيا ما في سفيان، وما رأيت أكفَّ منه عن الفتيا. قال سفيان: دخلت الكوفة، ولم يتم لي عشرون سنة، فقال أَبو حنيفة لأصحابه ولأهل الكوفة: جاءكم حافظ علم عمرو بن دينار، قال: فجاء الناس يسألوني عن عمرو بن دينار، فأول من صيرني محدِّثًا: أَبو حنيفة، فذاكرته، فقال لي: يا بني! ما سمعت من عمرو إلا ثلاثة أحاديث - يضطرب في حفظ تلك الأحاديث.
ومولد سفيان بالكوفة في منتصف شعبان سنة 107، وتوفي يوم السبت آخر يوم من جمادى الآخرة، وقيل أول يوم من رجب سنة 198 بمكة، ودُفن بالحَجون.
الإمام المشهور، كان ثقة عالمًا فاضلًا، وكان أبوه من دنباوند، وقدم الكوفة، وامرأته حاملٌ بالأعمش، فولدته بها.
قال السمعاني: وهو لا يعرف بهذه النسبة، بل يعرف بالكوفي، وكان يقارن بالزهري في الحجاز، ورأى أنسَ بنَ مالك، وكلمه، لكن لم يرزق السماع عليه، وما يرويه عن أنس فهو إرسال أخذه عن أصحاب أنس.
وروى عن: عبد الله بن أبي أوفى حديثًا واحدًا، ولقي كبار التابعين، وروى عنه: سفيانُ الثوري، وشعبةُ بنُ الحجاج، وحفصُ بن غياث، وخلق كثيرٌ من جلة العلماء.
وكان لطيف الخلق، مزَّاحًا، جاءه أصحاب الحديث يومًا ليسمعوا عليه،