ذكر له الشوكاني ترجمة حسنة، وقال له: مصنفات، منها: "السر المصون من نكتة الإظهار والإضمار في أكثر الناس وأكثرهم لا يعلمون"، قال: والده من أعيان العلماء، وأكابر الفضلاء، جامع بين الشريعة والطريقة، عارف بفنون العلم، لا سيما التفسير والحديث، وله في التصوف والسلوك والوعظ يد طولى، مات سنة 1213، ومولده سنة 1141، وولده هذا الآن ما بين الأربعين والخمسين من عمره - دامت فوائده، ومدت موائده -، انتهى. قلت: ثم مات - رحمه الله تعالى - سنة 1216.
من علماء ذمار، ولد سنة 1208، أو بعده بقليل، قال الشوكاني: له ميل إلى العمل بالأدلة، وفهم ثاقب، وإدراك تام، وله عناية بمؤلفاتي، وعملٌ بما فيها - زاد الله أهلَ العلم بأمثاله -، انتهى. أقول: مات في ذمار سنة 1252 - رحمه الله تعالى -.
كان عالمًا كبيرًا جليلاً، حرر له الشوكاني ترجمة حسنة، وحكى أنه كان مفتيًا في زمن السلطان سليم خان، فاتفق أن السلطان حكم أن يضربوا أعناق مئة وخمسين رجلاً من حفظة الخزائن، فذهب إلى السلطان، وقال: وظيفة أرباب الفتوى أن يحفظوا آخرة السلطان، وقد سمعتُ أنك أمرت بقتل مئة وخمسين رجلاً، لا يجوز قتلُهم شرعًا، فغضب السلطان، وقال: إنك تتعرض لأمر السلطنة، وليس ذلك من وظيفتك، قال: بل أتعرض لأمر آخرتك، وإنه من وظيفتي، فإن عفوت، فلك النجاة، وإلا، كانت عليك العقوبة العظيمة، فسكن غضب السلطان، وعفا عن جميعهم، وله حكايات كثيرة من هذا الجنس، وماجرياتٌ مع السلطان، له كتاب "المختارات"، مات سنة 932 - رحمه الله تعالى -.