قال في "البدر الطالع": وقد أجزته بكل ما تجوز في روايته، وهو مشارك لي في السماع من أكابر شيوخي، له قدرةٌ على النظم والنثر، ومَلَكَة كاملة في جميع العلوم عقلاً ونقلاً، ولا يقلد أحدًا، بل يجتهد رأيه، وهو حقيق بذلك، انتهى. قال في "الديباج الخسرواني": مولده بمدينة صبيا سنة 1182، ولازم شيخنا البدر الشوكاني.
له شرح على "المجتبى" للنسائي، سماه: "تيسير اليسرى بشرح المجتبي من السنن الكبرى"، وبلغ فيه إلى قريب الحج، وعاقه عن إتمامه الحِمام، وله رسالة جمة، وفوائد مهمة، وتولى القضاء في "بيت الفقيه" من طريق إمام صنعاء - المنصور بالله - عام سنة 1212، واستمر على ذلك إلى أن مات، ولعمري! إنه جَمَّل منصبَ القضاء، ولم يتجمل به، انتهى.
ولد بعد سنة 700، عَلاَّمة المعقول والمنقول، وفهامة الفروع والأصول.
قال في "البدر الطالع": له "المواقف" في الكلام ومقدماته، وهو كتاب يقصر عنه الوصف، لا يستغني عنه من رام تحقيق الفن، وله السؤال المشهور الذي حرره إلى المحقق الجاربردي في كلام - صاحب "الكشاف" - على قوله: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23]، وأجابه بجواب فيه بعض خشونة، فاعترضه صاحب الترجمة باعتراضات، وتلاعب به وبكلامه، وهو شيخه، ولكنه لم ينصفه في الجواب حتى يستحق التأدب معه، وقد أجاب عن اعتراضات صاحب الترجمة ابن الجاربردي، وأودع ذلك مؤلفًا مستقلاً، وجرت له محنة مع صاحب كرمان، فحبسه بالقلعة، ومات مسجونًا في سنة 756، انتهى.
قال في "البدر الطالع": ولد بـ "جام" من قصبات خراسان، واشتغل بالعلوم اكمل اشتغال حتى برع في جميع المعارف، ثم صحب مشايخ الصوفية، فنال من ذلك حظًا وافرًا، وكان له شهرة بالعلم في خراسان وغيرها من الديار، حتى إنه