جل وعلا -: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، فمن قبل هذا، وألزم العمل به، فهو حظه في الدنيا والآخرة - ونعم الحظ دين الإسلام -، ومن أتى غيره، واستكبر، فلم يقبل هدى الله لما تبين له نوره، وثناه وأعرض عن ذلك، قاتلناه، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39].

وقصدُنا بهذه النصيحة إليكم القيامُ بواجب الدعوة، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين} [يوسف: 108].

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، انتهى.

قال: وكتب الشريف منصور إلى ابن عمه علي بن حيدر - القائم بأبي عريش - يستحثه على الخروج على خالعي الطاعة، وهو يعده بذلك حتى خرج ووصل إليه الشريف حمود بن محمد، وتقدم كل منهم إلى غربي وادي صبيا في محل يسمى: "الحجرين"، واجتمع الجعفريون ومَنْ والاهم من أهل ذلك المخلاف إلى حدود الجارة من قرى وادي بيش الشامية، وفيها الأشراف العماريون، فاجتمع الجميع بمحل يسمى: "البطح"، والتحم القتال، وكانت الدائرة على الجعافرة، وانجلت المعركة عن قتل كثير، وأسر كثير، وقُتل فيها مسعود - أخو الشريف حمود -، وعاد الشريف إلى أبي عريش.

وكان الشيخ محمد بن أحمد، ووالده الشيخ العلامة أحمد بن عبد القادر ممن خالطت قلوبَهم بشاشةُ الدعوة النجدية، وناصروا دعاتها بأشعار الحماسة، والأقوال في الرسائل إلى أهل الرياسة، وذلك في سنة 1217، انتهى.

369 - السيد محمدُ بنُ إبراهيم بنِ عليِّ بنِ المرتَضَى بنِ المفضَّل بنِ المنصور، صاحب "العواصم والقواصم".

كان من كبار حفاظ الحديث، وعلماء المجتهدين اليمانيين، غلط السخاوي في ترجمة نسبه كما يلوح من كتاب "البدر الطالع".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015