بعد صلوة الظهر، بمقبرة ابن عباس - بالقرب من قبر يحيى بن يحيى - رحمه الله تعالى -.
كان حافظًا عارفًا بالتواريخ وأيام الناس، غزير الفضل.
روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري في "صحيحه"، و"تاريخه"، وعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، والحسن بن سفيان النسري في آخرين، وروى هو: عن سفيان بن عيينة، وأبي داود الطيالسي، ودرست بن حمزة، وتلك الطبقة.
توفي في شهر رمضان سنة 230، وقال الحافظ ابن عساكر - في "معجم مشايخ الأئمة الستة": إنه توفي سنة 240، وقيل: سنة 246 - رحمه الله - والعُصْفُري - بالضم -: نسبة إلى العُصفر الذي يُصبغ به الثياب حمرًا، وشباب: اختلفوا في تلقيبه بذلك لأي معنى هو.
كان زاهدًا متقللًا، كثيرَ الورع.
أخذ العلم عن إسحق بن راهويه، وأبي ثور، وغيرهما، وكان من أكثر الناس تعصبًا للإمام الشافعي، وصنف في فضائله والثناء عليه كتابين، وكان صاحب مذهب مستقل، وتبعه جمع كثير يعرفون بالظاهرية، وكان ولده أَبو بكر محمدٌ على مذهبه، وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد، وهو إمام أصحاب الظاهر.
قال أَبو عبد الله المحاملي: صليت صلاة عيد الفطر في جامع المدينة، وقلت: أدخل على داودَ بن عليٍّ فأهنئه، فجئته، وإذا بين يديه طبق فيه أوراق هندبا، وعصارة فيها نخالة، وهو يأكل - فهنأته، وعجبت من حاله، ورأيتُ أن جميع ما في الدنيا ليس بشيء، فخرجتُ من عنده، ودخلت على رجل من محبي