الخطاب المذكور، وقيل: إنه من ذرية زيد بن الخطاب، فنسب إليه، والله أعلم. والبُسْتي - بالضم -: نسبة إلى "بُسْت"، وهي مدينة من بلاد كابل بين هراة وغزنة، كثيرة الأشجار والأنهار، وقد سُمع في اسم أبي سليمان: أحمد أيضًا، بإثبات الهمزة، والصحيح الأول.

قال الحاكم أَبو عبد الله، محمدُ بنُ البَيِّع: سألتُ أبا القاسم المظفرَ بنَ طاهر بنِ محمد البستي الفقيه، عن اسم أبي سليمان الخطابي: أحمد، أو حمد؛ فإن بعض الناس يقول: أحمد، فقال: سمعته يقول اسمي الذي سميت به: حمد، ولكن الناس كتبوا: أحمد، فتركته عليه، وقال أَبو القاسم: أنشدنا أَبو سليمان لنفسه:

ما دُمْتَ حَيًّا فدارِ الناسَ كلَّهم ... فإنما أنتَ في دارِ المُداراةِ

من يَدْرِ دارَى ومن لم يدرِ سوف يُرى ... عَمَّا قليل نديمًا للنَّداماتِ

19 - أَبو القاسم، خلفُ بن عبد الملك بن مسعود ابن بشكوال بن يوسف، الخزرجيُّ، الأنصاريُّ، القرطبيُّ.

كان من علماء الأندلس، وله التصانيف المفيدة، منها: كتاب "الصلة" الذي جعله ذيلًا على "تاريخ علماء الأندلس"، تصنيف القاضي أبي الوليد، عبد الله، المعروف بابن الفرضي، وقد جمع فيه خلقًا كثيرًا، وله تاريخ صغير في أحوال الأندلس، وما أقصر فيه، وكتاب "الغوامض والمبهمات" ذكر فيه من جاء ذكره في الحديث مبهمًا، فعينه ونسج فيه على منوال الخطيب البغدادي، في كتابه الذي وضعه على هذا الأسلوب، وجزء لطيف ذكر فيه من روى "الموطأ" عن مالك بن أنس، ورتب أسماءهم على حروف المعجم، فبلغت عدتهم ثلاثة وسبعين رجلًا، ومجلد لطيف سماه كتاب "المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات والمتضرعين إليه سبحانه بالرغبات والدعوات، وما يسر الله الكريم لهم من الإجابات والكرامات"، وله غير ذلك من المصنفات.

وكان مولده يوم الإثنين ثالث، وقيل: ثامن ذي الحجة سنة 494، وتوفي ليلة الأربعاء لثمان خلون من شهر رمضان سنة 578 بقرطبة، ودفن يوم الأربعاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015