قال: الأَولى أن يقول: فكيفما شئت فاعف عني، إذ طلبُ العفو أولى من طلب الاختبار، وقال: الزاهد جاء من الدنيا إلى الآخرة، والعارف جاء من الآخرة إلى الدنيا، توفي سنة 686 - رحمة الله تعالى عليه -.
ولد سنة 328.
سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ كثيرًا، وسمع بمكة من ابن الأعرابي، ولزمه حتى مات، وسمع بها من جماعة غيره، وسمع بجدة والمدينة، ودخل صنعاء وزَبيد وعدن، وسمع بها من جماعة، وسمع بمصر من البرقي، وسمع من السيرافي، وبغزة وعسقلان وطبرية، ودمشق وطرابلس، وبيروت وصيدا، والرملة وصور، وقيسارية والقلزم، والفرما والإسكندرية، فبلغت شيوخه إلى مئتين وثلاثين شيخًا، وروى عنه جماعة، ومات سنة 348. قال الحميدي: وهو محدث جليل، صنف كتابًا في فقه الحديث، وفي فقه التابعين، وقال ابن الفرضي: كان عالمًا بالحديث، بصيرًا برجاله، صحيح النقل، حافظًا جيد الكتابة على كثرة ما جمع. وقال ابن عفيف في حقه: كان من أغنى الناس بالعلم، وأحفظهم للحديث، وأبصرهم بالرجال، ما رأيت مثله في هذا الفن، وكان من أوثق المحدثين بالأندلس، وأصحهم كتبًا، وأشدهم تعبًا لروايته، وأجودهم ضبطًا لكتبه، وأكثرهم تصحيحًا لها، لم يدع فيها شبهة - رحمه الله تعالى -.
من أهل مرسية، سمع من صهره ابن سكرة الصدفي، ولازمه، وأكثر عنه، وروى عن الشاطبي، وابن شفيع، قرأ عليهما "الموطأ" ورحل، وحج وسمع السنن، وعُني بالرواية، وانتسخ "الصحيحين" للبخاري ومسلم بخطه، وسمعهما على صهره نحو ستين مرة. حدَّث عنه جماعة، فُقد في سنة 514.
قال ابن النجار: ولد سنة 570، وقال غيره: في التي قبلها، دخل مصر،