يميلون إليه، ويرغبون التقرب منه؛ لكثرة حلمه، واتضاع جانبه، وكان يأبى سفك الدماء، وفي أيامه لم يجر شيء من مذابح وبلاء في البلاد التي دانت لسطوته، بل عامل أهلها بالرفق والحلم، مع القيام على الدعوة الوهابية، وتلقب بالأمير، وأقبل على السياسة والأحكام، مع إبقاء زمام الدين في يد ابن عبد الوهاب، وكانت وفاته (?) بعد سنة 1790 للميلاد تقديرًا، انتهى.

332 - الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود.

قال في "آثار الأدهار": خلف أباه محمدًا، وجرى على سننه في السياسة والأحكام، أظهر الحرصَ على انتشار الشِّيْعة الوهابية، وتشييد سطوتها، وتمادى في الغزو والفتوح، مع تجشم الحروب والأتعاب، وكان من أكابر العلماء وأعيانهم، شديدَ البأس، عاليَ الهمة، مقدامًا، امتدت كلمته في جميع البلاد من الخليج [العربي] العجمي إلى الحجاز، ودانت له المدن والأنصار، وقد واصل الغزو بنفسه وبابنه سعود مرات، ولم تهزم له بها راية، ولا فُلَّ له جيش.

ولما تمكن من الملك، صرف عنايته إلى التغلب على قبائل العرب الحجازية، فأنكر عليه ذلك غالِبٌ الشريفُ صاحب مكة، فوقع بينهما مغاضبة أفضت إلى الحرب، وذلك في نحو سنة 1792، أو سنة 1794 ميلادية، واستمرت الحرب بينهما على ساق وقدم شهورًا وأيامًا إلى أن تغلب الوهابية على مدينة مكة المكرمة.

وقصد [الأمير] عبد العزيز القطيف، فدهمها على عجل، فتمكن منها، وذبح أهلها، واكتسحها، ثم قصد البحرين، فافتتحها والجزائر القريبة منها في الخليج [العربي] الفارسي، وانقض على البلاد الواقعة على ساحل الخليج الشرقي، فدانت له وطأتها، وكانت لملك العجم، ثم سرح جيشه إلى عمان، وعقد قيادته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015