للميلاد، وتزوج (?) بابنة عبد الوهاب، وانحاز إلى تصديق الدعوة مع ابن سعود رجالُ قبيلته، ففشت الدعوة الوهابية في البلاد، وتكاثرت أتباعها من عرب تلك الجهات، وشرع حينئذ [الأمير محمد] ابن سعود في التغلب على قبائل اليمن، فخدمه حظه، وكثرت أنصاره وأخلافه.
وانتشب بينه وبين ابن دعاس [هو دهام بن دواس] صاحب اليمامة حربٌ تفاقمت خطوبُها، أفضت إلى انتصار ابن سعود، وأفلت بن دهاس، فلحق بالقطيف؛ حيث قضى نحبه، فاستتب [للأمير محمد] ابن سعود الولايةُ على جميع بلاد نجد الجنوبية، وعظم أمره، ورأى أن يستأثر بالأمر على سائر بلاد نجد، فعمل على ذلك، وانتصر على عرار القرمطي، فأنزل به الويل، ثم قصد بلاد القصيم والأحساء وعسير، فدانت له، ودخلت تحت لوائه. ومات وقد خلف لبنيه مملكة كبيرة أقام في تشييدها عدة سنين بين حروب وخطوب. وقد تم له ما وعد (?) به ابن (?) عبد الوهاب من نفوذ الكلمة، فهابته البلاد المجاورة، وخشيت بأسه.
وكان عاليَ الهمة، ثابتَ العزم، حزومًا، ذا خبرة بتقلبات الأيام، بصيرًا بعواقب الأمور، حسنَ الخلق، عذب الفكاهة، أديبًا متفننًا، زاد في عمارة "الدرعية"، وبنى فيها المساجد والقصور، وجعلها حاضرة إمارته، وكان الناس