بخطه، ومنهم: العلامة الفهامة خاتمةُ حفاظ المحدثين إبراهيمُ العلقمي، قرأت عليه "الشفاء" بتمامه، وأجازني به وبغيره، وشملني نظره وبركة دعائه، وممن أخذت عنه الأدب والشعر: شيخنا العلامة أحمد العلقمي، وممن أخذت عنه العروض: الشيخ محمد المغربي - المعروف بركروك -، وممن أخذت عنه الطب: الشيخ داود البصير، ثم ارتحلت مع والدي للحرمين الشريفين، وقرأت ثمة على الشيخ علي بن جاد الله، وعلى حفيد العصام، وغيره، ثم ارتحلت إلى قسطنطينية، واستفدت ممن بها؛ كابن عبد الغني، ومصطفى بن عربي، والحبر داود، وهو ممن أخذتُ عنه الرياضيات، وقرأت عليه إقليدس وغيره، وأجلهم إذ ذاك أستاذي سعدُ الدين بنُ حسن، وعدت إليها ثانيًا بعد ما توليت قضاء العساكر بمصر، فإن أردتَ ما لي من المآثر، فمن تآليفي: "الرسائل الأربعون"، و"حاشية تفسير البيضاوي" في مجلدات، و"حاشية شرح الفرائض"، و"شرح الدرة"، و"طراز المجالس"، و"حديقة السحر"، وكتاب "السوامج والرحلة"، و"حواشي الرضى والجامي"، و"شرح الشفاء"، وغير ذلك، ولي من النظم ما هو مسطور في ديواني، فلا حاجة لذكره. ومن المنثور رسائل ومكاتيب لم أجمعها، انتهى حاصله.
ومن مؤلفاته: كتاب "الريحانة": وفيها مقاماته، يزري عَرْفُه عَرْفَ الجل والجادي، ويشدو بحداه الحادي، لم تر عين الزمان مثلَه في الكتب، ولا مثل أدبه وبلاغة كلامه في حسن البلاغة وتمام الفصاحة ومحاسن الخطب.
وكان - رحمه الله - أديبًا علامة في العربية ولسان العرب، حاشيتُه على "تفسير البيضاوي" تدل على علو علمه، وسعة فضله، وكمال ذكائه، وغاية اطلاعه، ونهاية تحقيقه، لم يقم في الحنفية مثله في الزمان، ولم يساوه في فضائله ومناقبه إنسان، ذكر له مدير مطابع مصر ترجمة حافلة في أول تلك الحاشية، ويا لها من ترجمة أنوارها فاشية!
قال الخفاجي في "الريحانة": وقد جعلوا خضرةَ العِمامة، علامةً للسيادة المستلزمة للتقدم والإمامة، وربما جعلوا فيها شطفة، تدل على أن فيهم من