يبعث بعوثه إلى أقصى الصين لفعل؛ لكثرة الجيوش والأموال، انتهى.
وذكر في الطبقة الثالثة - وهي الوسطى - من التابعين: الحسن البصري، وقال: قال ابن سعد: وما أرسلَه ليس بحجة، وقال: هو مدلِّس، فلا يحتج بقوله فيمن لم يدركه، وقد دلس عمن لقيه، وقال تحت ترجمة أبي الشعثاء جابر بن زيد الأزدي: روي أنه لقي ابنُ عمر جابرًا المذكورَ في الطواف، فقال: يا جابر! إنك من فقهاء البصرة، وإنك تستفتى، فلا تفتين إلا بقرآن ناطق، أو سنة ماضية، فإن لم تفعل، هلكت وأهلكت، قال: وكان في هذا الوقت من علماء التابعين عدد كثير في مملكة الإسلام، وسَمَّاهم.
ثم ذكر بعد تمام الطبقة الرابعة ما نصه: في هذه الطبقة تحولت دولة الإسلام من بني أمية إلى بني العباس في عام 132، فجرى بسبب ذلك التحول سيول من الدماء، وذهب تحت السيوف عالَم لا يحصيهم إلا الله - عز وجل - بخراسان وعراق والجزيرة والشام، ومات فلان وفلان، سمَّاهم، وهم علماء الوقت وحفاظه، قال: وفي هذا الزمان ظهر بالبصرة الاعتزالُ والقولُ بالقدر، وظهر بخراسان مُقاتل بنُ سليمان، وبالغ في إثبات الصفات حتى جَسَّم، وقام على هؤلاء علماء التابعين، وأئمة السلف، وحذروا من بدعهم، وشرع الكبار في تدوين السنن، وتأليف الفروع، وتصنيف العربية، ثم أكثر ذلك في أيام الرشيد، وكثرت التصانيف، وألفوا في اللغات، وأخذ حفظ العلماء ينقص.
فلما دونت الكتب، اتكلوا عليها، وإنما كان قبل ذلك علم الصحابة والتابعين في الصدور، فهي كانت خزانة العلم لهم.
ثم لوَّحَ بذكر الطبقة الخامسة، وذكر منها الإمام أبا حنيفة النعمان، وحكى عن ابن معين: أنه لا بأس به، وذكر آخرين، منهم: ابن جريج، قال: وكان يرى المتعة، فتزوج ستين امرأة، ومنهم: مقاتل بن حيان، قال: مات قبيل الخمسين بأرض الهند، ومنهم: سفيان الثوري، ومن قوله: والله إنَّ طلبَ الحديث شيءٌ غيرُ الحديث، فطلبُ الحديث اسمٌ عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث؛ من تحصيل النسخ، وتكثير الشيوخ، والفرح بالألقاب، وتمني العمر