والحديث؛ ذا عبادة وتهجد، وصنف كثيرًا في الحديث، وحج، وتوفي سنة 749 - رحمه الله تعالى -.
ولد سنة 707 تقريبًا، سمع الحديث متاخرًا على الشيخ صفي الدين، ونظم الشعر الحسن، وكتب بخطه الحسن كثيرًا. قال ابن رجب: سمعت بقراءته الحديث، وحضرت درسه وأشغاله غير مرة، توفي في طاعون سنة 750 ببغداد - بعد رجوعه من الحج -، وصُلِّي عليه صلاة الغائب بدمشق - رحمه الله تعالى رحمة واسعة -.
قف: هذا وفي طبقات الحفاظ كتب كثيرة مختصة بهم، منها: كتاب الحافظ الذهبي، وكتاب ابن الدباغ، وكتاب ابن المفضل، وكتاب الحافظ ابن حجر، وكتاب ابن فهد المكي، وكتاب الشيخ جلال الدين السيوطي، وغيرهم. وقد وقفت على ملخص طبقات الذهبي في "تذكرة الحفاظ"، قال فيه: هذه تذكرة بأسماء معدلي حملة العلم النبوي، ومن يرجع إلى اجتهادهم في التوثيق والتضعيف والتصحيح والتعريف، وشرع فيه بذكر حفاظ الصحابة، وهم أهل الطبقة الأولى، وهلمَّ جرًّا، وبدأ بذكر أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.
وقال تحت الطبقة الثانية: قال الذهبي: وقد كان في هذا القرن الفاضل خلق عظيم من أهل العلم وأئمة الاجتهاد، وأبطال الجهاد في أقطار البلاد، وسادة العباد والأبدال والأوتاد، ولعل فيمن تركناهم من هو أجل وأعلم، وكان الإسلام ظاهرًا غالبًا قد طبق الأرض، وافتتحت بلاد الترك وإقليم الأندلس بعد التسعين في دولة الوليد، وجميع الأمة تحت أوامره، بل بعض نوابه - وهو الحجاج الظالم - الذي كان في رتبة أعظم السلطان، وعمر إذ ذاك مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بأكمل زخرفة، وأنشىء جامع دمشق. وكان خراج الدنيا لا يكاد ينحصر كثرة، فقد كان رتب بجزية على القبط في العام اثني عشر ألف ألف دينار، فما ظنك بجزية الروم؟! فما ظنك بجزية الفرس؟! ولقد كان الخليفة - من بني أمية - ولو شاء أن