بالديار المصرية، وكان يتردد إليّ في كثير من الأوقات، وأجازني جميع مسموعاته، وإجازاته من أبيه.
كان حافظ عصره، وعلامة زمانه، وله التصانيف العجيبة، منها: كتاب "مصارع العشاق"، وغيره، حدَّث عن أبي علي بن شاذان، وأبي القاسم بن شاهين، والخلال والبرمكي، والقزويني، وابن غيلان، وغيرهم، وأخذ عنه خلق كثير، وروى عنه خلق كثير، وروى عنه الحافظ أَبو طاهر السلفي، وكان يفتخر بروايته، مع أنه لقي أعيان ذلك الزمان، وأخذ عنهم، وله شعر حسن، فمنه:
بانَ الخليطُ فأَدْمُعي ... وَجْدًا عليهم تَسْتَهِلُّ
وحَدا بهم حادي الفِرا ... قِ عن المنازلِ فاستقلُّوا
قلْ للذين ترحَّلوا ... عن ناظري والقلبَ حَلُّوا
ودَمي بلا جُرم أتيتُ ... غَداةَ بَيْنِهِمُ استحلُّوا
ما ضَرَّهُم لو أَنْهَلُوا ... من ماءِ وصلِهم وعَلُّوا
وله غير ذلك نظم جيد. وكانت ولادته إما في أواخر سنة 418، أو أوائل سنة 418.
وذكر الشريف أَبو المعمر المبارك بنُ أحمد بنِ عبد العزيز الأنصاريُّ في كتاب "وفيات الشيوخ": أن مولده سنة ست عشرة ببغداد، وتوفي بها ليلة الأحد الحادي والعشرين من صفر سنة خمس مئة، ودفن بباب أبزر.
كان أكثر أصحابه اختلافًا إليه، واقتباسًا منه، وكان حافظًا للحديث، وصنف "المبسوط"، و"المختصر"، وروى عنه: مسلم بن الحجاج، فأكثرَ في "صحيحه" من ذكره.