بالحديث، وسمع الكتب الكبار والأجزاء، وكتب بخطه - وخطُّه في غاية الحسن -، ولي مشيخة دار الحديث المستنصرية، ولبس خرقة التصوف؛ وانتهى إليه علوُّ الإسناد، وسمع منه خلق كثير من أهل بغداد والرحالين إليه، وحدَّث بالكثير، توفي سنة 707، ودفن بمقبرة الإمام أحمد - رضي الله عنه -.
ولد سنة 662 طلب بنفسه، وسمع من جماعة، منهم: ابن البخاري، ورحل إلى مصر، وسمع بها وبالإسكندرية من أعيانها، ورحل إلى بغداد وأصبهان وحلب وواسط، وعُني بهذا الفن، وحصَّل الأصول، وكتب العالي والنازل، وخرَّج لنفسه. قال الحافظ عبد الكريم الحلبي: طاف البلاد، وقرأ الكثير، وسمع من صغره إلى حين وفاته. قال البرزالي: قراءته حسنة صحيحة معربة؛ خالطه الفقر، وصارت له أوراد وكثرة تلاوة، وحظوة وشهرة بالحديث وقراءته، وكان ملازمًا للتلاوة في مشيه، مواظبًا على الكتابة والنسخ وقراءة الحديث؛ ونسخَ "الصحيحين" بخطه، وقابلهما وقرأهما، وبيعا في تركته بألف درهم رغبةً فيه وفي تصحيحه. قال الذهبي: أحد الرحالين والحفاظ المكثرين، وكان ثقة صحيح النقل عارفًا بالأسماء، مفيدًا للطلبة، على طريقة السلف في لبسه وتواضعه وترك التكلف، حدَّث، وسمع منه البرزالي، والذهبي، وغيرهما. توفي سنة 708 بمصر - رحمه الله -.
ولد سنة 645، وقيل: سنة 644، سمع من الحفاظ الكبار، وعُني بالحديث، وطلبَ، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، وبرع، وأفتى، وصنف تصانيف، له تخاريج كثيرة في الحديث يروي فيها الحديث بأسانيده، وتكلم على المتون من جهة الإعراب والفقه وغير ذلك، ودرَّس الحديث بالمدارس، وأفتى