الحفاظ والأكابر: الدمياطي، وابن دقيق العيد، وابن جماعة، وابن تيمية، ورحل إليه ابن سيد الناس، فوجده قد مات قبل وصوله بيومين، فتألم لذلك. قال الذهبي: وهو آخر من كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية رجال ثقات.
قلت: يريد: السماع المتصل. قال: وإن كان للدنيا بقاء، فليتأخرنَّ أصحابُه - إن شاء الله تعالى - إلى بعد السبعين والسبع مئة - يريد كثرتهم -، وكذا وقع. ومن نظمه:
تكرَّرت السنونَ عليّ حتى ... بُليت وصرت من سَقَطِ المتاعِ
وقَلَّ النفعُ عندي غيرَ أني ... أعلل للروايةِ والسماعِ
فإنْ يكُ خالصًا فله جزاءٌ ... وإنْ يكُ مائقًا فإلى ضَياعِ
وله رح:
إليكَ اعتذاري من صلاتيَ قاعدًا ... وعَجْزِيَ عن سَعيي إلى الجُمُعاتِ
وتركي صلاةَ الفرضِ في كلِّ مسجدٍ ... يجمع فيه الناس للصلواتِ
فيا ربِّ لا تمقُتْ صلاتي ونَجِّني ... من النار واصفحْ لي عن الهَفَواتِ
وله رح:
أتتْكَ مقدماتُ الموتِ تسعى ... وقلبُكَ غافلٌ عنها وساهي
فجدَّ فقد دنَتْ منك المنايا ... ودعْ عنكَ التشاغلَ بالملاهي
ولا تأمنْ لمكر الله واحذرْ ... وكنْ متقاصرًا عندَ التناهي
فكمْ ممَّنْ يُساق إلى جحيمٍ ... صحائفُه مسوَّدَة كما هي
وليسَ كمنْ يُساق إلى نعيمٍ ... وجناتٍ مزخرَفةٍ زَواهي
فلا تظننْ بربِّكَ ظنَّ سوءٍ ... فحسنُ الظنِّ جدًا غير واهي
توفي سنة 690، وكانت جنازته مشهودة، شهدها القضاة والأمراء والأعيان وخلق كثير، رح.