قال ابن قتيبة في كتاب "أدب الكاتب" في باب: ما تغير من أسماء البلاد: البصرة: الحجارة الرخوة، فإن حذفوا الهاء، قالوا: البِصْر - بكسر الباء -، وإنما أجازوا في النسب بِصْري؛ لذلك، والبصر: أيضًا الحجارة الرخوة، قاله في "الصحاح"، انتهى ملخصًا.
جمع بين الحديث والفقه والورع، وكان أحد أئمة الإسلام، ذكره الدارقطني فيمن روى عن الشافعي - رضي الله عنه -، وعده البيهقي في أصحاب الشافعي، وكان قد ناظر الشافعي في مسألة: جواز بيع دور مكة، وقد استوفى الشيخ فخر الدين الرازي صورة ذلك المجلس الذي جرى بينهما في كتابه الذي سماه: "مناقب الإمام الشافعي"، فلما عرف فضله، نسخ كتبه، وجمع مصنفاته بمصر.
قال أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -: إسحق عندنا إمام من أئمة المسلمين، وما عبر الجسر أفقهُ من إسحق، وقال إسحق: أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمئة ألف حديث، وما سمعت شيئًا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئًا قط فنسيته، وله مسند مشهور.
وكان قد رحل إلى الحجاز والعراق واليمن والشام، وسمع من سفيان بن عيينة ومَنْ في طبقته، وسمع منه: البخاري، ومسلم، والترمذي.
وكانت ولادته سنة 161، وقيل: سنة 163 - وقيل سنة 166، وسكن في آخر عمره نيسابور، وتوفي بها ليلة الخميس النصف من شعبان، وقيل: الأحد، وقيل: السبت سنة 238، وقيل: سبع وثلاثين ومئتين، وقيل: سنة 230.
ورَاهْوَيْهْ - بفتح الراء وبعد الألف هاء ساكنة ثم واو مفتوحة وبعدها ياء مثناة من تحتها ساكنة وبعدها هاء ساكنة -: لُقب أبيه أبي الحسن إبراهيم، وإنما لقب بذلك؛ لأنه ولد في طريق مكة، والطريق بالفارسية: رَاهْ، ووَيْه معناه: وُجد،